المعرفة حق للجميع ...!!! -1- التطوع
صفحة 1 من اصل 1
المعرفة حق للجميع ...!!! -1- التطوع
ما المقصود بالتطوع؟
يتخذ مفهوم التطوع تفسيرات مختلفة حسب المنطلقات التي تعتمد عليها كل جهة,و مهما يكن
فيمكن الإشارة إلى أربعة تعاريف اصطلاحية لهذا المفهوم وهي كالآتي :
- التعريف الأول : التطوع هو نشاط منظم اختياري,و التحفيز ليس هو المحرك الأساسي, بل العمل و الجهد من اجل الآخرين .
- التعريف الثاني :
التطوع هو المجهود المحقق من طرف المواطن من أجل مجتمعه ,أو من اجل جماعة
معينة,بدون انظار مقابل مادي على هذه المجهودات سواء الذاتية أو المادية .
التعريف الثالث :
التطوع انخراط من أجل التبرع بالوقت ,و المجهود,و القدرات,و الإرادة
الحسنة,من أجل إتمام المهام المختلفة كمساعدة الأطفال الصغار في واجبتهم
المدرسية ,او تجميع النفايات في المنتزهات.
و فضلا عن التعريفات
الثلاثة السابقة يمكن الركون إلى التعريف الذي تولد خلال النقاشات حول
الأولوية الإستراتيجية العالمية "التطوع" في الكشفية و مؤاده:
- "أن التطوع يتعلق بالمجهود المبذول من طرف المحترف أو المتطوع في خدمة ضرورية بانخراط تلقائي و ذاتي وبدون تعويض مادي كمقابل"
2 - المحددات الثلاثة للتطوع:
رغم الإختلاف الحاصل بين التعاريف لمفهوم التطوع ,هناك قواسم مشتركة في كل عمليات و أنشطة التطوع,يمكن الوقوف عليها وهي:
- مفهوم التعويض: التطوع يجب أن لا يتم أساسا من أجل جني أو ربح المال ,و المهام و التحركات يمكن تعويضها بدعم في التأهيل و لوازم العمل.
التحفيز الشخصي للمتطوعين : يجب التمييز بين الأشخاص المتطوعين بشكل تلقائي ,و بين الأشخاص المقحمين قسرا في مهام ,رغم أنها تتسم أحيانابسمة تطوعية.
- المستفيد أو المجموعة المستفيدة: هناك مجموعة مهمة تستفيد من أعمال المتطوعين و تختلف عن المتطوعين ,و هذا ما يميز التطوع عن الأنشطة و الهوايات الترفيهية الأخرى.
و
رغم هذه المحددات الثلاثة,فإن التطبيق العملي للتطوع يختلف من دولة لأخرى
حسب ظروفها الإقتصادية و ثقافتها و اختياراتها السياسية ,و من أجل تحديد
أدق ,يمكن بلورة المبادىء الأساسية للتطوع وفقا للآتي:
3 - مبادىء التطوع :
- العملية التطوعية تنبع من الداخل.
- العملية التطوعية غير مفروضة.
- العملية التطوعية لا تنجز من أجل امتيازات مالية.
- العملية التطوعية لا تخضع لتقنين إداري صارم.
- العملية التطوعية انخراط ,بالوقت,و الجهد,و الخبرة من أجل هدف معين.
- العملية التطوعية تنفذ من أجل تحقيق مجهود دال و مميز لفائدة المجتمع.
- التطوع استجابة لإحتياج ذاتي.
- التطوع يرتكز على قاعدة الإختيار التضامني.
- العملية التطوعية نشاط يستفيد منه كل الجماعة و المتطوع على السواء.
4 - هل نحن محتاجون إلى التطوع؟
مجموعة
من الجمعيات و الهيئات أنشأت في أساسها اعتمادا على الفكر التطوعي ,و
ساهمت بشكل فعال في إشباع مجموعة الإحتياجات التربوية و الإجتماعية
المنتظرة منها , و التاريخ يؤكد أن الفكر التطوعي و المتطوعون قادرون على
أن يقدموا خدمات جليلة لجماعاتهم و مجتماعاتهم.
و تؤكد الدراسات
الأخيرة أن المتطوعين يقدمون خدمات جد هامة للإقتصاد ,و التي توازي مابين
14,8 بالمائة مما يصرف على مشاريع التنمية البشرية.
و من أجل تحقيق هذه
المهمة كباقي التنظيمات التطوعية ,تعتمد الحركة الكشفية و تبحث باستمرار
على الشباب,الذين هم مستعدون للتطوع و المساهمة بحرية بخدماتهم و أوقاتهم
بدون أي أجر أو مقابل.
و الحركة الكشفية تاريخيا قادها المتطوعون في
جميع المستويات التنظيمية منذ نشأتها سنة 1907 و على سبيل المثال ,فإن
المؤتمر الكشفي العالمي الذي يمثل أعلى سلطة للحركة الكشفية ,فإنه يشرك
بشكل عام المتطوعين ( رؤساء الجمعيات الوطنية) في جميع القرارات الهامة
المتعلقة بتعديل و تطوير القوانين و الأنظمة,و تحديد التوجهات العامة و
الاختيارات و التصويت على اللجنة الكشفية العالمية الجديدة , و تقديم
التوصيات و المصادقة على المقررات.
و بنفس الطريقة على مستوى
الأقاليم,فإن المتطوعين المسؤولين يتم انتخابهم لتشكيل اللجان الكشفية
الإقليمية,فضلا عن لجان عديدة يتم تعيينها للمساعدة و المعاونة و كلها من
المتطوعين ,و هكذا فإن المهام الأساسية من المفوضين الوطنيين و مساعديهم و
المهام الرئيسية في المستويات الجهوية و المحلية جلها تدار من طرف
المتطوعين.
و حتى على مستوى الوحدة الكشفية فإن المتطوعين هم القوة
المحركة منذ بداية الحركة الكشفية ,و هم القاعدة العريضة من متطوعينا
فملايين منهم تلعب دورا مهما و حساسا من خلال قيادة و معاونة الشباب على
التنمية الذاتية,إنهم هم الذين يطورون الحركة,و يؤثرون تأثيرا رمزيا و
دالا على حيات و توجهات الشباب , و بدونهم لا يمكن للحركة الكشفية أن
تحافظ على نموها,و أن تكون أول قوة شبابية في مجموعة من الدول في جميع
أنحاء العالم.
متطوعونا في الحركة الكشفية يمثلون بوضوح مرتكز الحركة
,إنهم روح الحركة و الوضع الذي وصلت إليه الحركة اليوم ,كأول حركة سبابية
في العالم يعود فيه الفضل بامتياز إلى الانخراط في المهام الحية و المثيرة
لمجموعة من متطوعي الأمس و اليوم.
و يبلغ عدد القادة المتطوعين حسب
إحصاء 31 ديسمبر 2001 2,7 مليون راشد متطوعا في العالم ضمنهم 87في المائة
ذكورا,معدل سنهم 42 سنة و تعزيزا لهذا الراسمال البشري الذي يمثل مفخرة
للحركة الكشفية ,و في محاولتنا لتنمية العضوية و رفع تحدي القرن 21 نجد
أنفسنا في حاجة ماسة إلى عدد أكبر من المتطوعين من أجل تحقيق مهمتنا ,و من
أجل أن نجعل من العالم مكانا أفضل لحياة الجميع.....
5 - لماذا يتطوع الناس ؟
يوفر التطوع للناس خدمة المجتمع ,من أجل الأهداف التي
يؤمنون بها ," فالإنسان كائن اجتماعي سعادته الشخصية ,تعتمد على حجم
فائدته و نشاطه الإجتماعي فبقدر ما يعطي الإنسان للآخرين بقدر ما يصير
غنيا كفرد "
و هكذا فإن التطوع حاجة بيولوجية , و الناس بشكل طبيعي
هم متطوعون لتعلم الأشياء التي تفيدهم في سوق الشغل ,و من أجل تطوير
كفائتهم و مؤهلاتهم لتنميتهم الشخصية .
و الكشفية توفر للمجتمع المتطوعين الراشدين لمساعدة و معاونة الشباب,و لفهم أحسن للاختلافات بين الأجيال.
و في بعض الحالات فإن العمل التطوعي هو جزء إجباري من المسار التعليمي كما
هو الحال في بعض الجامعات في (فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية ),و
التي شرعت في الإعتراف بالخدمة التطوعية.
و قد أبرزت الدراسة التي أجريت في المركز الوطني للتطوع بالمملكة المتحدة
سنة 1968: " أن الناس يمارسون التطوع لمجموعة من الدوافع الداخلية و
الهامة التي تشبع إحتياجاتهم الذاتية " .
و يركز التوجه الحالي على تنمية القدرات و الكفاءات خصوصا لدى الشباب من
(18-24 )سنة , بالمقابل فإن المتقدمين سنا توكل لهم مهمة دعم و حفز الشباب
على التطور الإيجابي,و الإندماج في الحياة الإجتماعية .
د.خالد فارس
نشرية الموارد البشرية للمنظمة الكشفية العربية
نشرية الموارد البشرية للمنظمة الكشفية العربية
ياسين التكوري- عدد الرسائل : 51
العمر : 38
Région et pays : فوج الفحص للكشافة التونسية
تاريخ التسجيل : 11/12/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى